جمع وترتيب: أ.د. عبد_السميع خميس إبراهيم العرابيد
وهي قرية عربية كانت تتبع قضاء غزة قبل عام 1948، وتقع إلى شمال غزة على بعد 15 كيلومتر منها، تحيط بأراضيها أراضي قرية الخصاص والجورة وبربرة من الشمال، وأراضي بيت جرجا ودير سنيد من الشرق، وأراضي بيت لاهيا من الجنوب.
- وترتفع هربيا حوالي 25 مترا عن سطح البحر.
- المساحة: تبلغ مساحة أراضي هربيا 22312 دونما.
- السكان: بلغ عدد سكان القرية عام 1922 حوالي 1307 نسمة،
- وفي عام 1931 بلغوا 1510، وفي 1945 قدروا بـ (2240) نسمة.
الحياة الاجتماعية
الحياة الاقتصادية
كانت المهنة الرئيسية لأهالي القرية الزراعة المعتمدة على مياه الأمطار، وقد اشتهرت هربيا بكثرة البيارات وزراعة أشجار الحمضيات بالإضافة إلى توفر آبار المياه التي يتراوح عمقها بين 10 – 50 مترا ويقول أهالي هربيا أنه كان في قريتهم ما يقارب 150 بيارة كان يملك منها بعض العائلات الغزية مثل عائلة أبو رمضان، العلمي، الصايغ، سكيك، ويضيف أهالي القرية أنهم كانوا يزرعون في أراضيهم الحبوب ومعظم أنواع الخضروات والفواكه وبخاصة العنب والقصب، كان الإنتاج من الحمضيات وبخاصة البرتقال يشحن بسيارات الشحن ثم يصدر عن طريق التجار إلى الخارج،
هربيا في التاريخ:
معركة هربيا (642 هـ: 17 تشرين الأول 1244م)
تولى (الملك الصالح نجم الدين أيوب) أمر الدولة الأيوبية في عـام 1239م، وكان عمه (الصـــالح إسماعيل) من أكبر أعدائه فاستولى على دمشق واتحد مع الصليبيين ونزل لهم عن طبرية وعسقلان والشقيف والقدس ليعضدوه ويكونوا معه على ابن أخيه. فاسـتعان نجم الدين بقبائل (الخُوارِزِميـَة) المسلمة لكسر أعدائه فاتفقوا معه على شرط أن يقطعهم الإقطاعات ويسكنهم البلدان. تجند الخوارزميون واخترقوا سورية إلى أن وصلوا إلى غزة فنزلوها وسيروا إلى الملك الصالح نجم الدين في صفر من عام 642 هـ يخبرونه بقدومهم فأمرهم بالإقامة في غزة ووعدهم ببلاد الشام بعدما خلع على رُسلهم، وسير إليهم الخلع والأموال. ثم أعد الملك الصالح نجم الدين حملة عسكرية بقيادة الأمير ركن الدين بيبرس البندقداري الصالحي، أحـد مماليكه، فسار إلى غزة والتقى بالخوارزمية الذين كان قد انضم إليهم جماعة من (القَـيمَريِة). ومن جهة أُخرى جهز الصالح إسماعيل جنده من سورية وولى عليهم الملك المنصور صاحب حمص وسار بهم ورافقه الإفرنج من عكا وغيرها بالفارس والراجل ليحارب المسلمين من مصريين وخوارزميين، وساروا جميعهم إلى غزة ثم أتتهم نجدة (الناصر داود) من الكرك. التقى الجمعان في هربيا 642 هـ:1244م وقد رفع الإفرنج الصلبان على عسكر دمشق فوق رأس المنصور صاحب حمص. وكان في الميمنة الإفرنج في الميسرة عسكر الكـرك وفي القلب المنصور إبراهيم. وكانت القيادة العـامة الكونت دي بار وسمعان دي منتفورت.
التعليم :بدأ التعليم في هربيا في جامع القرية حيث اقتطعت غرفة من الجامع لتكون بمثابة مدرسة – كتاب – ثم أقيمت مدرسة في منتصف العشرينات كانت تقع جنوب غرب البلد وكان التعليم فيها حتى الصف السادس، 1922م بلغ عدد طلابها 124 طالباً يوزعون على ستة صفوف يعلمهم ثلاثة معلمين، تدفع القـرية عمالة أثنين منهم. وفي القـرية 360 رجلاً يلمون بالقراءة والكتابة.
الرحيل والنزوح: مع نشوب حرب 1948 تجمع معظم أهالي القرى الجنوبية في هربيا، ومع انسحاب القوات المصرية وسيطرة القوات الإسرائيلية على الكثير من القرى والمدن والمواقع، أجبر أهالي هربيا وجميع من كانوا فيها من المهاجرين على الرحيل، فاتجهوا إلى غزة، وتم تدمير معظم القرية بعدها، و (هربيا) اليوم خراب فقد دمّرها اليهود بعد اغتصابهم لها. وأقاموا عليها مستعمرتهم (كرمي).